حي على الجهاد".... هكذا صرخ أحد أعضاء الجماعة المحظورة لحث المصلين بالمسجد - الذي أنشئ في غضون أيام قليلة بعد تسرب خبر وجود "بيت للبابا شنودة" بالمنطقة- بعد صلاتي المغرب والعشاء على الاحتشاد لمنع إقامة الكنيسة، وانتقلت العدوى في لحظات إلى مساجد منطقة العرب كلها فخرج
"الله أكبر" كانت هذه صرخة إحدى الغزوات الناجحة للتحالف العربي الإسلامي (بين عرب الطوايلة، وعرب الكرادسة)،
قرع لهم بإيقاع الغزوات، وصرخ فيهم "ايه.....ايه"... فصاروا يهتفون على الإيقاع "الله".. "لا إله إلا الله..." هكذا هتفوا - ضد شرك النصارى- واعتبروا أن افتتاح كنيسة يهدد أمن الإسلام فصرخوا "بالروح والدم نفديك يا إسلام...".
ورفعوا لافتة "لا للكنيسة" ثم قاموا بحرقها بين تصفير الرعاع ولعلعة الزغاريد... وفرجة رجال الأمن الصناديد (شاهد الفيديو المصاحب)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاصيل الخبر:
افتتحت أمس الأحد الرابع عشر من هاتور الموافق الثالث والعشرون من نوفمبر، كنيسة العذراء والأنبا آبرآم بشارع التوفيقية المتفرع من شارع المشروع بعزبة عاطف، بضاحية عين شمس الغربية، بشرق العاصمة القاهرة، وأقيمت صلوات القداس الإلهي من السابعة وحتى ما بعد العاشرة، وسط فرحة ودموع أقباط المنطقة المحرومين من كنيسة منذ سنوات كثيرة، وكانت هناك معرفة مسبقة لدى بعض الجهات الأمنية، مما جعلهم يرسلون حراسة حول الأبواب، لمنع أية احتكاكات من متطرفي المنطقة....
هكذا ظلت حالة السكون حتى الخامسة مساءً، غير أنه أثناء صلوات القداس الإلهي، حدث أن صرخ إمام المسجد - الذي أنشئ في غضون أيام قليلة بعد تسرب خبر وجود "بيت للبابا شنودة" بالمنطقة- في ميكروفون المسجد "كل عام وانتم بخير صلاة العيد تبدأ من الآن وحتى عيد الفطر المبارك إن شاء الله.."!!! غير أن رجال الأمن المنوطين بالحراسة منعوه حتى لقد أشيع أنهم صادروا ماكينة الصوت التي اكتشف فيما بعد أنها ذات الآلة التي استخدمت لتحريض الرعاع على الهجوم على الكنيسة...
استشعر أقباط المنطقة الخطر على كنيستهم فاعتصم بها المئات من المصلين مع بعض الكهنة، تحسباً من اتخاذ أية إجراءات أمنية لغلق، أو تشميع الكنيسة، مصلين إلى الله أن يجعل أبواب الكنيسة مفتوحة
غير أن بعض الجيران من المسلمين وأصحاب المحال المجاورة كانوا يهاتفون البعض الآخر بأجهزة المحمول ليتناقلوا الخبر، مما أثار بعض التجمعات التي كان من الممكن تشتيتها أول بأول فلا تحدث الأزمة، وقد حاول رجال الأمن هذا ولكن دون جدية تذكر (تأدية واجب)!! فافترشوا الشوارع المتاخمة للكنيسة لكي يصلوا!! فمنعهم رجال الأمن، فدخلوا المسجد لا ليصلوا لكن ليوحدوا صفوفهم..
حتى كانت "صلاة العشا".. حيث صرخ إمام المسجد أثناء الصلاة "حي على الفلاح... حي على الجهاد".... لحث المصلين بالمسجد على الاحتشاد لمنع إقامة الكنيسة، وانتقلت العدوى في لحظات إلى مساجد منطقة العرب كلها فخرج العرب متصافين لتلك الغزوة الشرسة. وتجمهر حول الكنيسة الآلاف للهجوم على الكنيسة وإيذاء من بداخلها.
"الله أكبر" كانت هذه صرخة إحدى الغزوات الناجحة للتحالف العربي الإسلامي (بين عرب الطوايلة، وعرب الكرادسة)، وكانت بقيادة إحدى أعضاء الجماعة المحظورة، قرع لهم بإيقاع الغزوات، على أبواب الكنيسة لإثارة الفزع بين المعتصمين بداخلها من الكهنة والشعب، وصرخ في المتجمهرين "ايه.....ايه"... فصاروا يهتفون على الإيقاع "الله".. "لا إله إلا الله..."
هكذا هتفوا - ضد شرك النصارى- واعتبروا أن افتتاح كنيسة يهدد أمن الإسلام فصرخوا "بالروح والدم نفديك يا إسلام..." (استمع للفيديو المصاحب). ثم رفعوا لافتة "لا للكنيسة" ثم قاموا بحرقها بين تصفير الرعاع ولعلعة الزغاريد... وفرجة رجال الأمن الصناديد
وقد حاول رجال الأمن تفريق هؤلاء الرعاع لكنها كانت محاولات فاشلة حيث كانت أعداد قوات الأمن لا تكفي لمواجهة هذه الحشود الهائلة، وتم تكسير شبابيك الكنيسة، وتحطيم بعض محتويات الدور الأرضي بها من خلال قذفها بالحجارة، وقام البعض بحرق السيارات المملوكة للمسيحيين بالمنطقة، وأصيب نحو خمسة أشخاص منهم أحد الضباط (المأمور)، وأشخاص آخرين.
وقد ذكرت وكالة رويترز - نقلا عن بعض الشهود- أن "المسلمين الذين أغلقوا عددا من الشوارع في المنطقة رددوا هتافات تقول "هنهد (سنهدم) الكنيسة"، و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، وأضافوا أن حشدا من قوات مكافحة الشغب حاول إبعاد المسلمين المحتجين لكن بعض الرجال والنساء ألقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة من الشرفات وأسطح المنازل على الجنود"
هذا وقد بدأت التعزيزات الأمنية في السابعة، من خلال بعض عربات الأمن المركزي الذي لم ينجح أيضاً في تشتيت تلك الحشود مما أثار الرعب في قلوب أقباط المنطقة الذين ظلوا محبوسين في بيوتهم خشية من أية تحرشات بهم، لاسيما مع استمرار وفود الحشود من المناطق المجاورة لعزبة عاطف.
وقد أصر شعب الكنيسة على الاعتصام بداخلها لاسيما بعد طلب رجال الأمن منهم إخلاء الكنيسة ليتم غلقها وحرصا على أرواحهم، غير أن الكهنة والشعب لم يرضخوا متمسكين بكنيستهم إلا بعد تدخل القيادات الكنسية التي أمرتهم بالخروج على الفور حرصا على حياتهم وذلك بعد تأمين وسيلة خروجهم قرب منتصف الليل حينئذ ارتفعت أصوات تهليل الرعاع وزغاريد الغواني، بنشوة النصرة... وأغلقت الكنيسة لحين إشعار آخر.
